(الحسد والغبطة والغيرة) // بقلم الكاتب : السفير الدولي د. أحمد الأشقر

ورقة بحثية

بعنوان (الحسد والغبطة والغيرة)

تعرف المشاعر في معاجم اللغة العربية بأنها اسم مشتق من الفعل الثلاثي شعر أي أحسّ وعلم بالشيء، فنقول شعر بالأمر أي فطن له، فهو شاعر وفاطن.

والمشاعر هي مجموعة من الأحاسيس الإنسانية والعواطف التي تؤثر على سلوك الإنسان سلبًا أو إيجابيًا.

فالحسد هو شعور يعني تمني زوال النعمة عن المحسود وانتقالها إلى الحاسد أو زوالها فقط.

والغبطة تمني نوال مثلها، ويعبر عن الغبطة بقول الغابط ليت لي مثل هذه النعمة، ويعتبر الحسد غبطة إذا أظهر الفرد إعجابه بها دون أن يتمنى زوالها عن صاحبها خاصة إذا كان الشيء المحسود من الصفات القارة أي من الصفات التي لا تزول إلا بزوال صاحبها.

أما الغيرة فهي أن يحسد شخص غيره لأنه أحسن منه ولا يستطيع مجاراته.

تعرف الغيرة بأنها فكرة ينطوي عليها إحساس ما، وقد يعقبها تصرف ما نتيجة امتلاك الشخص شيئًا ما يشعر عليه بالخوف والتهديد من طرف ثالث، مقابل الشعور بوجوب الملكية لهذا الشيء، وقد تكون الغيرة محفزة للحفاظ على الشيء، أو مؤذية تضر بجميع أطراف العلاقة، وأيًا كان نوع الغيرة فهي ناتجة عن انعدام الرضا عن الذات، ووضعها في محط منافسة مع الآخرين مما يولد شعورًا بالاستياء نحوهم، ومشاعر الغيرة تصيب فاقدي الثقة بالنفس، لأنه مَن يثق في نفسه لا يخشى خسارة الشيء ولا يعد وجود شخص ثالث تهديدًا فعليًا له

فالبعد النفسي في كل من الغيرة والحسد هو الشعور بالنقص وتمني زوال تلك النعمة عمن يتمتع بها وتمني أن تكون له وحده.

في الحسد غيظا وضيقا وعدوانا مكظوما على المحسود،

أما في الغيرة فالعدوان واضح المعالم، وكأن الحاسد يسعى لتجريد المحسود من النعمة بهدوء.

في حين يسعى الذي يغار لتجريد من يغار منه بصخب يرافقه العدوان بكل صوره.

ولنتأمل الآية التي تصور حال الحاسدين:

(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير).

بقلم

السفير الدولي د. أحمد الأشقر

اكتب تعليقًا