خارج القطيع
………….
أتكئُ علىٰ ركنِ الليل
أمسدُ ذاكرةَ الوجد
و أصغي لهمس ِ
نجمة نسيتْ إسمَها
في كأسِ الغروب،
أنزلق كالحلمِ
في جيبِ الذكرى..
أمسحُ الغبارَ
عن أكمامِ الضوء،
و أتبعُ ظلًّا..
أفلتَ من كفِّ الحنين،
أستعيدُ..
تشكيلَ قطراتِ المطر
في ذاكرةٍ لا تنام
تبكي الصورُ من حولي
على أطيافٍ تنضح بالإفول
الرتابة تأكل الأيام
أجدل أطراف الحنين.
والضجيج..
يشهق باللامعنى
…………. …… …….
و أُدرك أني..
لا أنتمي لهذه المدنِ
المغلقة كالصناديقِ ..
الخشبيّةِ القديمة،
تطحنُ أيامَها
بأنيابِ النسيان،
وتُخزّنُ الذاكرة..
في قناني البلادة.
………………………..
أنا لا أنتمي لسماءٍ..
تخشى العناق،
ولا لأرضٍ تُكبل وهج النور
أنا من طينِ القصيدة أزهر
من جذورِ الزيتون أثور
أرتلُ صلّاةَ جبلٍ
لم يمسسْهُ دخانُ الحرب.
……………………………
ولدتُ في كفِ غيمةٍ..
أغدقت العطاء؛
ولم توقّعْ هدنةً مع أحد،
أنا أنتمي لظل شجرةٍ..
تُهدهدُ السنابلَ حين تنامُ..
على كتفِ النسيم.
أنا من أولئك الذين..
يُحبّون كالنهر،
ويموتون عطشى،
لأطياف النقاء
الذين يحملون الحرف
كجسدٍ لا يُباع،
تذروهم الموازينُ،
ويرتلهم … الصدق
أُصغي إلى الينبوع،
حين يروي حكايةَ حجرٍ
تعلّم الغناء،
وأطير مع طيورٍ..
علّقتْ أجنحتَها
فوق أغصانِ الغيم.
……………….
أنا لا أنتمي.. إلا لكلمةٍ
لم تمرّ على غربالِ الظلام ،
كلمةٍ تنبضُ بالحق
إذا نطقتها شفاهُ الصدق.
تزهر بعطر الغياب
أنتمي الى موسمِ الذكر ،
في تكية الأقدار
أنصتُ لهمسِ الشروق
إذا مسَّ وجهَ الياسمين ،
لارتجافةِ القلب؛
وهو يسلّم الشوق وصيّته الأخيرة.
…………………..
أنا لا أنتمي
لصمتٍ مريبٍ بعد الجريمة
ولالفجرٍ يُكمِّم أفواهَ الحقيقة
أنا من أولئك الذين
يرتمون على العشب،
ليسمعوا صدى الطيرِ
وهو يصلّي،
يقرؤون على ماءِ الينابيع
تراتيلَ الفجر،
سطورًا من الطُهر
و على شَفَاهِ الأرضِ
آيات السلام
………………….
لا أنتمي…
إلا لكلمةٍ
رطبةٍ بالعطاء،
كلمةٍ
لم تمرّ على غرفِ الملوك،
ولا على براقع الرياء،
كلمةٍ إن نطقتها الشفاه،
أزهرتْ فيها الحقول.
سما سامي بغدادي
أرشيف التصنيف:غير مصنف
إضاءة نقدية إنطباعية حول نص “لعنت وداع الأحبة خِيرةً” وابعاده الوجدانية والروحية للشاعر المبدع علي أحمد أبو رفيع /بقلم د. سما سامي بغدادي
إضاءة نقدية إنطباعية حول نص “لعنت وداع الأحبة خِيرةً” وابعاده الوجدانية والروحية للشاعر المبدع علي أحمد أبو رفيع /بقلم د. سما سامي بغدادي
………………………………………
النص
………..
لعنت وداع الأحبة خِيرةً
________________
جاء ودنا مني الوداع معللا
وأذرفت علي الخدين مني ادمعي
وطال ومرت بي عذابات الهوى
ومر بي سقم لا ادري بليل مفزع
ماكنت أدري ان في الهجران
ألما لما كنت اسكنتهم أضلعي
مالي سبيل وما بالعمر لذة
هل بعد الرحيل يفيد توجعي
قالوا الايام هي تنسيك الهوى
ونسوا بأيام الفراق تصدعي
إن التي رحلت كانت جنتي
هل بعدكم تحلو الحياة بمرتع
اصبحت كالمسجون في حجيرة
لا شئ غير الصمت يقلق مسمعي
وهناك يلزمني وحيدا دفتري
ويجئ مطواعا اليَّ يراعي
فأخط أبيات الرحيل بأدمعي
وصحيفتي طويت على إفجاعي
لعنت وداع الأحبة خِيرةً
عنوان أبياتي وسر ضياعي
::_______٢٠٢٥/٧/١١
بقلم : علي أحمد أبورفيع
(ابن الباديه أبورفيع)
مقدمة: حول أسلوب الشاعر وخصائصه الفنية
يتميز الشاعر المبدع علي أحمد أبو رفيع بأسلوب وجداني عميق يستند إلى صدق التجربة الشعورية وتكثيف الإحساس عبر بنية شعرية تقليدية متمسكة بالأوزان والقوافي، مع حضورٍ جليٍّ لروح البادية في مفرداته وإيقاعاته. لغته تنحو نحو الصفاء، والتشبيهات لديه مؤثرة شفافة بليغة مكثفة، تستدعي صورًا مألوفة من الحياة والحنين والمفارقة. كما نلحظ في تجربته الشعرية نزعة صوفية خافتة، تظهر من خلال التماهي بين الذات والألم، بين الحب والفقد، وهي نزعة تتعزز بالموسيقى الداخلية للنصوص والتكرارات المحسوبة لجرس الحرف الشعري ، والانفعالات الصادقة التي لا تفتعل التأمل بل تنبض به.
في هذا النص تحديدًا، يظهر البعد الوجداني والروحي بشكل طاغٍ، ويتجلى التسلسل الدرامي بوضوح، بدءًا من لحظة الوداع الأولى إلى مرحلة الانهيار النفسي، ثم الانكفاء إلى العزلة والانكسار. كل ذلك يجري ضمن بناء إيقاعي رصين ويعزز التوتر والتدرج الدرامي والجرس الداخلي للنص عبر الموسيقى الخفية وتكرار المفردات الحسية المؤثرة
ويأتي هذا النص بوصفه تجربة وجدانية متدفقة، تنبض بالشجن، والحزن ، والحنين العميق ، وتتحرك بين فضاءات الفقد والذكرى والانتظار، بلغة شعرية عالية الحساسية، تزاوج بين البوح الصوفي والتعبير الإنساني الصادق في تنقلات شعرية أخاذة ذات تناغم وانسبابية تنم عن إدارة وحرفية عالية لمفردات النص وتناميه الدرامي بوركتم شاعرنا النبيل المبدع وكل التقدير لحضرتك
تحليل نقدي للنص
1 عنوان النص يتميز عنوان النص “لعنت وداع الأحبة خِيرةً” بصورة جلية واضحة ومشحونه بالعاطفة معبره عن الشعور الانساني و يشكّل جملةً مؤثرة و صادمة، حيث يخرج الشاعر من طور التأمل إلى معاني الحزن والازدراء بوصف الوداع لعنة والتسليم للقدر بأنه الخير بعينه ، ورسم لنا صورة شعرية مؤثرة تمثل كسرٍ لحالة التسليم المعتادة في أشعار الفقد. استخدام “خِيرةً” بصيغة التفضيل يُضفي طابعًا وجوديًا على النص، كأن الشاعر يرى في هذا الوداع خلاصة تجاربه وأقصى درجات الخسارة.
2. البنية الدرامية وتصاعد الألم: يتدرج النص الابداعي الشفاف في صور شعرية مؤثرة تصاعديًا في تصوير الانهيار العاطفي حيث البداية في بيتين يصفان لحظة الوداع وسقوط الدمع ، ثم يدخل الشاعر في دوامة “العذابات” و”السقم”، وهي كلمات تنتمي إلى معجم انساني وروحي ونفسي بليغ يرسّخ معاني المعاناة . كما في مقطع
في “ماكنت أدري أن في الهجران ألما”، يبدأ الانكشاف الداخلي، ويتصاعد الإحساس بالخذلان من الذات قبل الآخر.
تتوالى بعدها مشاهد التيه والانكسار، من انعدام اللذة، إلى الحبس النفسي، ثم إلى الونس الوحيد: “دفتر” و”يراع”، وهو تعبير شفاف مؤثر كلاسكي الملامح عن الكتابة كمهرب.
3. البعد الصوفي / الروحي: يحضر البعد الصوفي في تشبيهه للحبيبة بـ”الجنة”، والرحيل باللعنة، والصمت بالعقاب. كلها إشارات ذات طابع روحي وجودي، تنقل التجربة من مستوى العلاقات الإنسانية العادية إلى مستوى الكينونة والخلاء الوجودي. وفي ذلك رؤية روحية وصوفية عميقة يجعل من الذات الانسانية متأملة في معاني الشعور والكون من حولها في تهجد وايماءآت خفية لله سبحانه خالق الاقدار في هذه الدنيا .
4. الموسيقى الداخلية:
اختار الشاعر موسيقى داخلية متوازنه مؤثرة تعزز التكرار والموسيقى الداخلية للنص الشعري ، بإيقاع لمتماوج، ما يعكس التوتر العاطفي والتدريج الدرامي للنص .
وتكرار الأصوات الانسيابية يعزز الطابع الشجني المؤثر للنص.
الصور الشعرية جاءت راسخة مشحونه بالعاطفة غير جامدة، مع ميل لإبراز الألم عبر الحروف الرفيعة والنهايات المفتوحة.
5. اللغة والصور الشعرية:
اللغة واضحة وصريحة، تمتاز بعمق عاطفي أكثر من تعقيد فكري. لذا اعتمد الشاعر الرؤية الروحية والشعور الانساني الذي يعاني من الخذلان والفراق كتجربة وجدانية تؤثر في شعور المتلقي حيث ان الصور الشعرية مستمدة من مفردات الكون في انسنه للشعور تحمل النص للارتقاء بالشعور الانساني مثل (“الليل المفزع”، “المسجون في حجيرة”، “صحيفتي طويت على إفجاعي”)، وكلها تشكل لوحة شعورية متكاملة لا تخلو من التماهي بين الذات والجماد والكون في رؤية روحية عميقة .
خلاصة نقدية:
ومن هنا نجد ان قصيدة “لعنت وداع الأحبة خِيرةً” تمثل تجربة وجدانية صادقة تُعيد استثمار عناصر الشعر التقليدي — الوزن، القافية، اللغة الصافية — بصفه حداثية وابداع منفرد امتاز فيه حرف الشاعر الدكتور علي أحمد أبو رفيع لإنتاج مشهد داخلي متكامل من الألم والحنين والانكسار والشجن ورسم الشعور الانساني النقي المترف لحاله وجدانية وروحية من الحب العذري التي تعيد صياغة شعور المتلقي ليتذوق الشعر الاصيل ويعيد إتزان فطرته السليمة ويرتقي بوعي القارئ ليدرك ماهيته الروحية والانسانية . وقد تميز الشاعر علي أحمد أبو رفيع في هذا النص بـ:
1.حس تعبيري حاد
2.لغة وجدانية شفافة
3.تصعيد درامي مدروس
4.انسياب موسيقي متناغم مع الحالة الشعورية
5. إرتقاء معنوي وروحي لوعي القارئ ورسم ملامح الذات الانسانية النبيلة المترفعة والصبورة على اقدار الحياة في تجربة وجدانية فريدة بوركت اناملكم المبدعة شاعرنا المبدع ودام بهاء حرفكم المتميز وفقكم الله ورعاكم يارب .
د. سما سامي بغدادي

لعنت وداع الأحبة خِيرةً// بقلم الشاعر: علي أحمد أبورفيع
لعنت وداع الأحبة خِيرةً
________________
جاء ودنا مني الوداع معللا
وأذرفت علي الخدين مني ادمعي
وطال ومرت بي عذابات الهوى
ومر بي سقم لا ادري بليل مفزع
ماكنت أدري ان في الهجران
ألما لما كنت اسكنتهم أضلعي
مالي سبيل وما بالعمر لذة
هل بعد الرحيل يفيد توجعي
قالوا الايام هي تنسيك الهوى
ونسوا بأيام الفراق تصدعي
إن التي رحلت كانت جنتي
هل بعدكم تحلو الحياة بمرتع
اصبحت كالمسجون في حجيرة
لا شئ غير الصمت يقلق مسمعي
وهناك يلزمني وحيدا دفتري
ويجئ مطواعا اليَّ يراعي
فأخط أبيات الرحيل بأدمعي
وصحيفتي طويت على إفجاعي
لعنت وداع الأحبة خِيرةً
عنوان أبياتي وسر ضياعي
::_______٢٠٢٥/٧/١١
بقلم : علي أحمد أبورفيع
(ابن الباديه أبورفيع)

مجاراة بعنوان ( على قارعة الإنتظار) بين الشاعر : علي أحمد أبورفيع والشاعرة المبدعة: عبير سليمان
مجاراة بعنوان ( على قارعة الإنتظار) بين الشاعر : علي أحمد أبورفيع والشاعرة المبدعة Abeer Slayman
___________________________________________
هل تعلمين بحالي يامعذبتي
بين الضلوع لهيب الشوق يستعر
على صحارى هواك المر يحملني
شوقي إليك،بنبض القلب يعتصر
وما أتاني وصال منك سيدتي
ما بلل الروح يا معشوقتي المطر
فضعت في وحشة الصحراء من زمن
مثل السراب فلا ظل ولا أثر
أحبها يااحبائي وأعشقها
أذوبُ شوقاً لها والقلبُ ينفطرُ
الشوقٌ فيه غرام العمر يُختصرُ
فتجمدُ الآهة الحرّاقةُ .. النظرُ
في كل صبح بذور اليأس ترقبني
فلا ألوم دموعي حين تنهمر
تكاد روحي على مضض تفارقني
ويشهد الله والآهات والقمر
لي في هواك أحاديث مبعثرة
أضغاث وصل بهذا العقل تنحصر
يا كل ما ملكت عيناي من ألق
إلى متى خافقي للوصل ينتظر
حبي تماهى مع الأيام صار شجًى
وأنت حبك مبتورٌ ومنحسِرُ
الحبُّ في لغتي نبضٌ وقافيةٌ
وما عداه بهذا البيت يُختصرُ
قد شاقني فيك ما ضيعت من عمري
ويل لعمر بهذا البعد ينتحر
قد شدَّني لوصال الحبِّ حين جرى
صوبَ الحبيبِ وقد زانت بهِ الصورُ
من ذا إذا جاءت الأقدارُ يعتبرُ
وهل سيدرأُ دمعَ القلبِ مزدَجرُ
ما زلت منتظرا وصلا يعانقني
لعل قلبك للمحروم يعتذر
فقلتُ شوقا نما من لهفةٍ وغدا
يوماً ويوماً بحوراً ماؤها سقرُ
إني أصبرُ نفسي والهوى تعبٌ
أليسَ للمرءِ عما شاقه خبرُ ؟
سأجعلُ القلب حكراً للتي عرفت
مقدار حبي لها والشوق والسهرُ.
بقلم / علي أبو أحمد رفيع…….
●●●●●●●●●●●●●●●
ياجرح قلبي النازف.
أما علمت أن القلب يننظر…..
بضع قطيرات من غيث لقياك.
كي يحيا بها… ويزدهر…..
إنه يعد الأيام بلا كلل.
ودمع الإنتظار من عينيه
ينهمر…..
وكلما عننت في الفؤاد تراه
يذوب حنينا وينشطر…..
لاتعذبه بشوق لاحمل له به
ولا تطربه بآهات تستعر….
ولا تغرقه في الدموع واتركه
على جراحاته ينتصر….
عل القادمات في الأحلام تجمعنا
دون مواعيد.. ولا خبر…..
واسق غروس الأمل في مهدها
لتبرق ك النجيمات وتنتشر…
وادع القدير أن يلملم شتاتنا
ويبارك حبناالصارخ… والعمر…..
أراني في الأحلام وإياك
عاشقين جمعهما القدر….
وروحين تعمدتا بالحب.
والوفاء والإخلاص والطهر….
فلن يخذلنا الإله بموعد
نلتقي فيه..ويندثر….
ظمأ اللقاء بعد الغياب.
ودروب الفراق تختصر….
ونلتقي
رغما عن أنف المسافات
ودون أن يكون للأيام
عذر……
بقلم/عبير سليمان…..

أخاف// بقلم الشاعرة المبدعة : د. جميلة لمكلس ام اليتامى
أخاف
أخاف أن أدخل المساجد
فأنعث بإرهابية
ستفجر البنيان
وأن أضع خمارا
فيقولون غانية
تختبئ تحت قماش
من رياء وبهتان
أصبحت أخاف
من رفع صوتي
بكلماتي وأشعاري
فيقولون عني كافرة
تقلد نزارا والنعيمي
وكل شاعر أعلن
العصيان
أخاف أن أنتقد
ماما ماريكا ولقيطتها
فيرمونني في غياهب
الجب وأصبح تحت رحمة
أعتى سجان
أخاف أن أعلن
تمردي على ظلم النماردة
فالقى مصير من
خرج في الحقائب
مقطع الأوصال
أخاف وأخاف وأخاف
العيش في ما وصف نزار
بقمعستان.
نورُ النبوّة” بقلم الشاعرة المبدعة : د. سما سامي بغدادي
نورُ النبوّة”
هو الحبيبُ شفيعَ الخلقِ مُكتملُ
تمشي الفضائلُ في خطوِاتهِ تَجلُ
في وجههِ البِشرُ، في عينيهِ رحمتُهُ
وفي يديهِ شفاءُ الجرحِ يبتهَلُ
ما قالَ قولًا، سوى صدقٍ يجلجله
لا وعدَ إلا وفىه، القولُ مُحتملُ
كأنّهُ البدرُ، بل فوقَ البُروجِ سَنا
إذا تكلّمَ، فالإلهامُ مُنهمِلُ
يحنو على الطفلِ، والأيتامُ مُعتمَداً
ويجبرُ الكسرَ، والخفّاق منخذل
لا يَجهلُ الحقَّ، بل بالحِلمِ متصفاً
وإن جُهِلتَ عليهِ، الصفحُ مُتّصلُ
من مثلُهُ؟ وهو المختارُ مُنزلةٌ
نورٌ، ورسْمُ السماحاتِ التي نُقِلُوا
يمشي تواضعَهُ، لا زهوَ يُلبسهُ
وفي سكونِ الخطى، عزمٌ ومُشتعلُ
ما خيّرُوهُ، وكان الخيرُ عادتهُ
إلا اتي الخير من عينيه يكتحل
طابتْ يَداهُ، فما آذتْ، ولا خذلتْ
فالخير من كفّه للناس متّصل
سَمتْ حضارتُهُ، بالعدلِ منصفةٌ
وارتادَ نورُ الهُدى ما لم يكن يَصِلُ
علّمْتَ أمّةَ خيرٍ كيف تَنهضُها
حتى غدتْ خيرَ خلقِ اللهِ تَحتملُ
من كفّهِ سالَ علمٌ لا يُقاسُ بهِ
والعلمُ منهُ نهورٌ ما لها طُللُ
فانظرْ إلى الغربِ، والأكوانُ ساجدةٌ
لرَوحهِ حينَ مرّتْ في الدُّجى المثُلُ
ما من مَقامٍ سَمَا، إلا له أثرٌ
وكلُّ فضلٍ بنى في ذكرهِ أمل
يا سيدي، بكَ قد زانتْ مكارمُنا
وزانَ دينُ الهُدى، والشرعُ مُعتدلُ
أنتَ الحقيقةُ في دنيا بها كَذِبٌ
وأنتَ نورُ الدُجى، والعُمرُ مُقتبِلُ
صلّى عليكَ إلهُ العرشِ ما بهُتت
نجوى المحبّينَ، أو حنّتْ لهم سُبُلُ
يا منْ بهِ اكتملَ الإحسانُ واتّسعتْ
أكوانُنا، وبهِ الأرواحُ تشتعلُ
صلّى عليكَ ضياءُ الكونِ في شغفٍ
ما لاحَ فجرٌ، وما هبّ الصبا الأولُ
يا مُرسَلُ اللهِ، يا من فيكَ مكرمةٌ
تمشي إليكَ القلوبُ الظمأُى تَبتهلُ
صلّى عليكَ جلالُ اللهِ في أبدٍ
ما دامَ ذِكرُكَ في الأسحارِ يكتملُ
صلّى عليكَ صلاةَ العطرِ في شجرٍ
والنّجمُ في ليلهِ الساجي إذا نزلوا
صلّى عليكَ، وقلبي فيكَ مُنجدلٌ
يا سيدي، وبكَ الأرواحُ تتّصلُ
سما سامي بغدادي
كل عام وانتم بالف خير يارب
أدعوكَ ربي تضرعًا،// بقلم الشاعرة : د. سما سامي بغدادي
في ساعات المغيب من يوم الجمعة ياالله
أدعوكَ ربي تضرعًا، فاستجبْ
يا رحيمُ تفضّلَا
فقد ضاقَ صدريَ بالأسى، وغشى فؤاديَ ما اعتلَى
أتيتُك ربي بانكسارِ، ودمعُ الجفونِ تسلسلا
فمن لي سواك يضمُّني، إذا القلب بالحزن إمتلا
نظرتُ لوجهكَ في الدُجى،
فنادى الضياءُ مُرسَلَا
“أيا عبدُ ربُّك لم يزل، قريبًا،
رؤوفًا، بك موصلا
توسّلتُ باسمِك ياالهي و سيدي،
وذكرك عطرًا في فؤادي ما انجلَى
فهب لي يقينًا في رحابك إنني
عسير التخطي وصدري
بالهموم قد إعتلى
فإنّي غريقٌ في الهوى،
وأنتَ النجاةُ لذي مبتلى
ولا حولَ لي إن لم تكن،
رفيقَ الدروبِ ولروحي مظللا
وإن ضاع صوتي في الدعاء،
فأن قلبي بحبك تبجّلَا
يريدُ رضـاكَ ولا يرتجي،
سواكَ معينًا أو …ولا
تركتُ الورى في غربتي،
ومِنك الرجاءُ تأصّلَا
فلا تُطفئِ النورَ الذي،
بنورِ الهدى قد أُشعلَا
سقيتَ الجراحَ بمغفرة منك،
ففاضَ الرجاءُ جدولَا
وكم من ذنوبٍ أرهقت كاهلي
غفرتَها، عني وماكنتَ الأ عَدِلَا
إلهي لُذتُ بعفوك، إنني كسير
الجناح بالمتاعب ِ محملا
وإن زلّ قلبي أو هوى،
فأنتَ الغفورُ المبجّلَا
فزدني رضاك وإن قلّ،
شكري يومًا أو عن أنعمك أغفلا
فأنت الكريمُ بمنّهٍ،
وأنت الرحيم بالجلال تجللا
ولي في مناجاتك بهجة وان
طال عني الوعد مهما تأجلا
سما سامي بغدادي
رسمتك // بقلم الشاعرة المتألقة : د. سما سامي بغدادي
رسمتك يا حبيبي في خيالي
رقيقَ الهمسِ، مختال الخِصالِ
رسمتك والحنينُ يذوبُ شوقًا
كأنك نبضتي شغف الليالي
تمرُّ، ولا تمرُّ كأي طيفٍ
وفي عينيك أسرار الجمالِ
تركت القلبَ مفتونًا، أسيرًا
فأضناه الهوى دون احتمالِ
وكم غنيتُ لحنَك يا حياتي
كأنّك في الهوى سرُّ انشغالي
وكم سافرتُ في وهمِ التمنّي
يعانق ظلّك الحاني خيالي
أراكَ إذا تنفّسَ فجْرُ يومي
كأنّك سِرُّ آمال المُحالِ
لبينك يستحيل الكونُ صمتًا
وغاب الحُبُّ من عطشِ الوصالِ
سما سامي بغدادي
التقدير الإنساني للعطاء: بقلم الاديبة : د. سما سامي بغدادي
التقدير الإنساني للعطاء: رؤية أخلاقية وروحية واعية
………………………………………..
حين يزهر العطاء من أعماق الروح ، ينسكب كالنور على الأرواح العطشى، ويزهر في الخفاء كما تزهر البذور في باطن الأرض دون أن تسأل من رآها. وفي رحلة الإنسان الشاقة ، يكون التقدير نسمةً خفية، تهب على القلب المُجهد فتنعشه، وتعيد لروحه ربيعها .
التقدير هو البُعد الغائب الذي لا تراه العين، لكنه يحلّق كأجنحة ملائكية فوق تفاصيل وجودنا، يربطنا بخيوط غير مرئية من المحبة، والاحترام، والاعتراف بجمال ما نبثّه في دروب الآخرين.
في هذا العالم المتسارع، حيث تمر الوجوه والأيام كظلالٍ عابرة، يبقى العطاء الصامت هو النور الحقيقي الذي لا يخبو.
هناك من يسكب عمره قطرة قطرة في حياتك، دون أن يطالب بشيء… هناك من يضمّد جراحك بكلمة، ويزرع حولك حقول الطمأنينة بصمت، ويرحل بخفة الملائكة.
التقدير وعيٌ روحي لمن يستحق أن نقف له احترامًا، ونُنصت لقلبه، و نُهديه شكرًا يتجاوز الكلمات إلى حضورٍ صادق.
حين يُرهقك الجحود، وتُطأطئ روحك من فرط الصمت بعد كل عطاء، تذكّر أن لكل زهرة نشرت عبيرها في الطريق مَن يُدرك طيبها، ولو بعد حين. فالإنسان، مهما سمت روحه، يحتاج، في لحظةٍ ما، إلى أن يشعر أن نوره قد لمس روحًا أخرى، أن جهده لم يُهدر، وأن محبته تركت أثرًا.
وفي قلب كل علاقة إنسانية حيّة، هناك جذور خفية من العطاء، تتطلب الثناء والمؤازرة لتزهر
وذلك وعي إنساني عالي ، و صلاة يرفعها القلب نحو القلب ، اعترافًا بفضله، واحتفاءً بوجوده. وهنانك عطاء متبادل توازن كوني يسير بقدرة الله عز وجل ،
فالكون لا يعمل بالمعادلات البشرية المباشرة. من أعطاك ليس بالضرورة من تُردّ له العطاء، لكن طاقة الحب والعطاء حين تُقدّر، تفتح دوائر نور تعود إليك من حيث لا تحتسب. والتقدير هو مفتاح هذه الدورة الكونية.
وأنت…
قبل أن تمضي، قبل أن تُثقل ظهرك هموم الحياة…
قف قليلًا، وابحث عن تلك الوجوه التي كانت نورًا لك في عتمة ما.
عن تلك الأيادي التي أسندتك حين تعثرت.
عن أولئك الذين أنصتوا لأنينك دون أن تحكي.
ماذا قدمت لهم؟
هل قلت لهم: “أنا أراك… أنا أقدرك… أنا ممتن لوجودك”؟
تعالَ نتعلّم معًا:
أن لا نبخل بكلمة شكرٍ صادقة،
أن لا نؤجل حضن امتنان،
أن لا نؤخر قبلة تقدير على يد أم أو جبين أب، او زوجة او زوج .
اللهم علّمنا أن نرى العطاء أينما كان، وأن نكون للمعروف أهله، وللأرواح الطيبة مرآة تعكس نورها .
علّمنا أن لا نكون من الغافلين عن نعمك المرسلة في هيئة بشر.
إ. سما سامي بغدادي
سلمى // بقلم الشاعر : علي أحمد أبورفيع
سلمى
________
جازفت ياسلمى كثيرا في الهوى
وظني فيمن أحببت أن يهواني
حاولت مع أخرى تلبي مقصدي
ولكن قلبي فشل حتى بالنسيان
تعاديني؟ لا تعاديني إني حائر
هجرتك مجبرا للذي أشـــــقاني
مـــــددت يديّ فصافحيني إنني
أهــــــواك أنتِ فعانقي بستاني
لله در العاشــــــــــقين وليلهم
لقد عشقتك في شعري بالأوزان
ماذا جرى ياسلمى في وصالنا
من فرط صمتك يشتكي ويعاني
مالي أرى شيئا يجرجر فعلتي
يستحق ماجاء منك ليستبد كياني
صمـــتٌ كالبــحر يبــدو هائـــجا
بعنف أراه كالـــزلزال .. والبركان
والصمت في العينين يبدو سـاخرا
ينطق قم ..لقد أخطأت في العنوان
الصــمت عم وأزاح أيام الصــــفا
وهو الذي بالحب حفزني وأغراني
وغلق الأبــواب في وجـــــه المنى
ألا يســـــرّه ويســـــــتذل لساني
ســلمى هي نبض لزهــــــــرتي
ونطقت بصمت عد لها من ثان