اللغة الإبداعية في الشعر
…………………………….
ممالا شك فيه إن الكتابة هي دليل دامغ لتطور البلدان وإرتقاءها الفكري والروحي ، وكتابة الشعر بالذات ، هي دليل على الارتقاء المعنوي للذات الانسانية، وهي حصيلة تاريخية عبر الزمن لأبجدية وقاموس لغوي يحمله الشاعر ، وبعيداً عن هدف الشاعر في أن يكون مكسب له ، أن يكتب أو لا فالشعر يعد مرآة واضحه لكل مايحدث في المجتمع عبر التأريخ ، وهو وسيلة من وسائل الارتقاء المعنوي في المجتمعات ، فكل شيء من حولنا روح ، وخير من يجسد هذهِ الروح هو الكاتب والشاعر ،
فالشاعر يمتلك وفرة حقيقية بالافكار ، والرؤى والقيم الفكرية عالية القيمة ، ويكون هو القائد الفكري الحقيقي لتغيير المجتمع ، ويمتلك ذلك الزخم الدافق من الشعور الحي والفكر المتوقد ، والعقل اليقظ الذي يلتقط ماغاب عن ذهن المتلقي وسط الضوضاء ، ويعيد فهرسة الشعور الانساني الحي من خلال عمق الافكار التي يتناولها ، بعيداً عن الفروقات الشخصية التي في الشخصيات الكتابة التي تتناول الافكار ، أما للسفسطة اللغوية ، أو لترجمة مشاعر وفكر خاص ،
ولزامناً أن يحتوي النص الشعري على مجموعة من الأركان التي بواسطتها يوصل المعاني التي يرتبط بها نوع الفكرة ، وشكل التغيير ، والهدف من كتابة نص
ومن أهم الأركان لكتابة نص شعري هو الفكرة التي يتناولها الشاعر في التعبير عن مايجول في خاطرهِ ، والشعور الذي ينقله الى المتلقي ، والقصد هو العاطفة التي يتحرك بها النص الادبي للتأثير في المتلقي ، وجمالية النص وهيكلية بناءه ، هل هو نسيج متماسك منساب ؟ هل يحمل النص لغة غنائية يتحرك على أساسها التأثير في جمهور القارئ ؟ والجرس الموسقي والتنامي الدرامي للنص ، ونوعية اللغة الابداعية التي يتناولها الشاعر هل يتناول لغة مباشرة صارخة الوضوح والتأكيد على عمق الفكرة ؟ أم يختار لغة عالية القيمة من التشبيهات والاستعارات التي توفر وتحرك عنصر مهم خلاق الا وهو الخيال ، في الوصول الى درجة عالية من الالهام الفكري والشعوري الذي هو الهدف من كتابة نص شعري ، وكل ركن من هذهِ الاركان المهمة دور في حصيلة كتابة نص إبداعي يخلد بخلود الشعوب عبر التاريخ ، ومن أهم مايلزم على الشاعر الالتفات الية هو إن الشعر عقيدة سامية وهي دليل دامغ على الارتقاء المعنوي والفكر ي ، فلا يجوز فصل القيم المطروحة عن شخص الشاعر والكاتب بل يجب أن يكون الشعر منهجية خاصة تسمو بها روح الشاعر والكاتب الى معاني القيم الروحية والاخلاقية السامية ، ويكون هو رسول عنها يعبر عنها وتقومه عبر الازمان ، وتحقق الهدف السامي الذي جاء من أجله ذلك النص .
إن الشعر هو حاضنة أساسية لمعاني القيم التي تربو في خُلد الشاعر ، ويرتقي من خلالها الشعور وهو عقيدة مهذبة للذات الانسانية، وهو ورحلة حقيقة في بناء كيانها الخلاق ، وسط كل الاجتياحات والانتهاكات والانحطاط القيمي الذي يحدثه الجهل في المجتمعات ، والتي كانت ولازالت مهمتها تدمير الروح الانسانية ، وجعلها مسخ وجزء من مشروع عوالم مستنسخة خاوية من معاني الروح من معاني التفرد والابداع .
فروح الشاعر هي روح شفافة متأملة لمكامن الوجع الانساني والكلمة والفكرة ، ملاذاً روحياً آمناً يطرح من خلالها الشاعر و يسترجع اوجاعهِ بخفة ناطقة ، ويرسم الجمال بريشة شفافة تلون الكون وتستنطق مسمياته ومفرادته ، ويدرك مع كتابة النص معنی من معاني الشعور الحي الذي يهيم باحثاً عن الحلول ، ويلتقط شذرات الحلول بلغة الخاصة التي يعتمد بالتأكيد علی قاموس فكري واسع مترع للإبداع مترع بالوجع متيقظ لمعاني اللاانتماء لمعاني العالم المادي المليء بالزيف والمدنس بأدران الاستهلاك والتعاود والتكرار .
فالابداع الحقيقي هو إعادة صياغة المعارف بأطر جديدة اعتماداً على طاقة الوعي الباطن ..بعد أن يقوم اللاشعور بتفكيك هذه المعارف..اعتماداً على طاقة..المعاناة.. إعتماداً علی التساؤولات التي يطرحها العقل الواعي اليقض والی إختيار المسالك والسبل التي تفتح إفق الروح وتتنسم عبير إنعتاقها ، بعيداً عن كل المسميات المتعارف عليها .
إن اللغة الام هي الذاكرة الحية للشعوب وتاريخها الفكري وهي احد مفردات التميز والتفرد الاصيل الذي تحمله الذات الانسانية لشعب من الشعوب واللغة العربية فريدة بقاموسها ومرادفاتها وغزيرة بمعاني الجمال السامي وممكن للشعراء العرب إستغلال ذلك الارث الحضاري للتعبير عن افكارهم ومعانيها الابداعية بشكل واضح او
بلغة مدغمة داخل حدود النص ، حيث ان الشاعر الاصيل ممكن ان يتحدث يتحدث عن أفكار ناطقة لا كلمات ناطقة بالافكار ، ، ويتغنى بالأرث ثقافي والارتقاء الروحي والسمو معنوي الذي يحمل ، حيث يستكشف ويجول في كل مفردات الطبيعة ، ويفسر الوجود الانساني في سياقات جديدة بعيدة كل البعد عن السياقات المألوفة ، و يجول ويستكشف جوانب مبهمة عن الفكر الانساني يفجرها العقل الواعي ، المتيقظ لكل ماحوله
سما سامي بغدادي