((مقال))بعنوان:بين الغربتين.// بقلم الشاعرة القديرة : د. مها يوسف نصر

((مقال))
بعنوان
بين الغربتين.
عندما تدق ساعة الرحيل ونحمل بعض الأمتعة لنتوجه إلى أصقاع المعمورة باحثين عن حياة أفضل فتنهمر الدموع من عيون الراحل و عيون المودعين ويكون الحزن سيد الموقف. وهنا تبدأ المعاناة أولها انقسام الأسرة . حسرة الأهل على فراق أحد أفراد العائلة والمسافر الذي يذهب تاركا جزء من الروح على امل العودة القريبة. وهنا يبدأ نضال المهجر والاصطدام مع عالم جديد. لغة جديدة عادات وتقاليد وقوانين مختلفة. العمل بما تيسر . واجراس الذكريات توقظ الحنين وتاجج الأشواق . وتبدأ مرارة الغربة الفرح في الغربة مليء بالنغصة ومغلف بالحزن.. والحزن في الغربة دراما حقيقية ووجع لا يعرفه إلا من عاشه. وأغلب المغتربين يؤسسون أعمال وأسر ويستقرون في المهجر ويجمعون الأموال ولكن الضريبة باهضة الثمن.. ويبقى الشوق والحنين يرافقه طيلة الوقت و أينما يذهب. والمؤلم جدا ان المغترب يصبح بلا وطن. وهو في غربته وفي البلد الذي استقر به يبقى غريبا. لانه ليس بلده ولا وطنه . وعندما يعود لزيارة الأهل والوطن يكون غريبا أيضا لان كل شيء قد تغير بغيابه الصغير كبر ولم يعرفه والكبير توفاه ربه وآخر تزوج والبعض أيضا سافر ووو إنها الغربة المعاكسة … !! ياله من شعور غريب تسوده الغصة المغلفة بضحكة صفراء. ويبقى ضيفا معطاء وفي جيبه بطاقات العودة إلى غربته القادمة
مها يوسف نصر

اكتب تعليقًا