تمحو بالذّرةِ هيروشيما
القُوَّةُ تمحو بالذّرةِ هيروشيما
تستصغرُ ميكادو اليابان
تَحْرقُ غاباتٍ بفِيِتْنامَ
تُفرّقُ ما بينَ الصينِ وتايْوان
ترصدُ مَن يتطوّرُ ينمو
وتُنَصّبُ حكَامًا، أنصافَ رجالٍ ودُمى
تتحكّمُ عن بُعدٍ بمصيرِ الأحرارِ بباكستان
تدعمُ من ثارَ لطردِ السوفييتِ
منَ الأجواءِ منَ الأريافِ ومن حاضرةٍ
تتمسّكُ بالرجعيَّةِ نهجَا
تتزمَّتُ في فهْمِ الأديان
وهيَ الأكبرُ تقصفُ بالموتِ شعوبًا وفئاتٍ
أرتالًا نصرتْ بالماضي
واليومَ تصادرُ حريّاتِ بلادٍ دعمتْ
تَئِدُ استقلالَ الأفغان
تفرضُ سيطرةً في الأوسطِ تحمي الغازي
تطلقُ للنسرِ جناحًا
يُخلي الدارَ من السّكان
تُلقي بالرعبِ بوعيِ القائدِ والجنديِّ
بوعيِ المظلومِ النازحِ من حيفا من يافا
مِنْ قبيةَ والرّوحا
تطفئُ أحلامَ العاشقِ من بغدادَ الى تطوان
تصمُ الأعرابَ بجهلٍ
فتُقرّرُ من يتربَّعُ فوقَ العرشِ
أميرًا ومليكًا ورئيسًا
تلعنُ من شذَّ عن الخطِّ عنِ الدربِ
تراهُ نظامًا يجهرُ بالتنكيلِ وبالطغيان
تأبى للغيرِ علومًا
تقنيّاتِ حياةٍ ودفاعٍ
كوّةَ شمسٍ وهلالٍ
تُخْمدُ نورًا يجلو العتمةَ
تنعتُ بالإرهابِ دمشقَ وطهران
تنعتُ بالوحشيّةِ من يقصدُ كَنْسَ المُحتلِّ
وتحريرَ الأوطان
تأكلُ خيراتِ العالمِ نفطًا غازًا
تحتكرُ التصديرَ والاستيرادَ تُقرّرُ أسعارًا
تُتْخَمُ لحمًا أسماكًا أجبانًا
للجائعِ تُبقي فضلاتِ الخبزِ فسادَ الألبان
تَصْنعُ أسلحةً وذخائرَ بطشٍ
تُرْسلُ فتّاكًا في وجهِ المتمرّدِ والعاصي
تمنعُ روسِيّا من نصبِ صواريخَ بكوبا
تُلغي أحلافًا وحيادًا لا ترضى
وتُثبّتُ بالجبروتِ النيتو والفيتو
تتحدّى الدبَّ تصارعُهُ
تسخو بدماءٍ فاضت بثرى الأوكران
وهيَ الأعظمُ في الكونِ عتادًا فَمِراسًا
وهي الأوحدُ بأسًا
شرقًا وشَمالًا، غربًا وجنوبًا
أرضًا وسماءً
ولها الآفاقُ بحارًا ومحيطاتٍ
شُطآنًا ومفازاتٍ
وبفرطِ الرّدعِ بحوزتها
ترزحُ تحتَ الخوفِ تهابُ شُروقًا
تُقلقُها غضبةُ إنسٍ أو جان
تُسكتُ صوتَ الحقِّ بسوطِ المدفعِ
تعزفُ تفعيلاتِ المنطقِ بالألوان
ثعبانًا يتلوّى بالغزوِ أو الحرمان
قطبًا تتحكّمُ بالكرةِ الأرضيّةِ
منذ الحربِ العظمى
وتوزّعُ ألقابًا وشهاداتٍ
لجهنّمَ تُرسلُ صِدّيقُا
تهبُ الشّريرَ صكوكَ الغفران
تُعلي منتصرًا تَخفضُ مدحورًا
تُهدر طاقاتٍ فرصًا وبناءً
وتُبذّرُ أموالًا ابداعًا وعقولًا
لا تنشرُ حُبًّا تُضمرُ أسرارًا
وتُموّهُ في النبضاتِ خداعًا ونوايا
تَتَستّرُ خلفَ تعابيرِ لسان
باتت تحكمُ دنيًا تَتَرامى
فيها البلدانُ أقاليمٌ أقطارٌ ودويلاتٌ
صُوَرٌ أشباهٌ
تَسْبحُ فُلكَا ببحيراتِ السجّان
لم يخضعْ جسمي
لن تركعَ روحي
أكتبُ شِعرًا وقصيدةَ نصرٍ
بالحرفِ أطرّزُ بوحًا أعزفُ صبحًا
أُحْيي معنًى
صاغَ أبو تمّامَ لمعتصمِ الفتحِ
يُعزُّ ثغورَ الشامِ يَهزُّ الأركان
حسين جبارة نيسان 2022