. أَلْعِيدُ في وَطَنِي
للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
يَا عِيدُ ما عَادَ فيكَ الأُنْسُ يَكْتَمِلُ
فَكَيْفَ يا عِيدُ وَالأَحْبابُ قَدْ رَحَلُوا
شَدُّوا الرِّحَالَ وَحَادِيهُمْ على عَجَلٍ
وَلَيْلُهُمْ كَدَبِيبِ النَّمْلِ يَنْسَدِلُ
سَارُوا الْهُوَيْنَا وَجُنْحُ الَّليْلِ مُلْتَحِفٌ
وَخَلَّفُوا غُصَّةً تَاهَتْ بِهَا العِلَلُ
لا حَادِيَ العِيسِ يَدْرِي أَيْنَ وِجْهَتَهُمْ
وَمَا عَلِمْنَا وَلا نَدْرِي بِمَا فَعَلُوا
وَالْعَيْنُ تَتْبَعُهُمْ تَبْكِي دَمَاً أَلَمَاً
لَعَلَّهَا تَرْتَوِي مِنْهُمْ وَتَكْتَحِلُ
ضَاقَتْ بِهِمْ سِعَةُ الْأَوْطَانِ فَانْخَذَلُوا
وَوَدَّعُونَا قُبَيْلَ الْعِيدِ وَارْتَحَلُوا
ضَاعُوا جِيَاعَاً بِلادُ الْغَرْبِ تَخْطُفُهُمْ
وَنَحْنُ في غُرْبَةِ الأَوْطانِ نَقْتَتِلُ
يا عِيدُ ما كان َ في خُلْدِي أُوَدِّعُهُمْ فَكَيْفَ لِي وَهُمْ الدُّنْيا وَمَا حَمَلُوا
وَكَيْفَ لِي وَهُمْ الْأَبْناءُ في مُقَلِي
فَإِنْ تَوَارَوْا فَيَا وَيْلِي إِذَا أَفَلُوا
وَكَيْفَ لِي وَهُمْ الْأَحْفَادُ قَدْ تَرَكُوا
مِنْ ذِكْرَيَاتِي إِذَا مَا جَاءَنِي الأَجَلُ
يَاعِيدُضَاعَتْ مَعَانِي العِيدُ في وَطَنِي
وَضَاعَ لِي وَطَنٌ تَبْكِي لَهُ الْمُقَلُ
وَضَاعَتْ الدَّارُ وَالْأَشْعَارُ وَاحْتَرَقَتْ
كُلُّ الْقَوَافي فَلا يُرْجَى لَهَا أَمَلُ
ضَاعُوا وَضِعْنَا فَقَدْ كَانُوا لَنَا عَلَمَاً
بِهِ الْهُداةُ يَأُمُّوهُ إِذَا انْخَذَلُوا
رِوَايَةٌ في كُهُوفِ الْغَرْبِ قَدْ كُتِبَتْ
فُصُولُهَا في عِرَاقِ الْيَوْمِ تَكْتَمِلُ
أَمَّا مَجَالِسُ آبَائِي فَقَدْ نُسِيَتْ
غَابَتْ وَكَانَتْ بِهَا الْأَعْيَادُ تَحْتَفِلُ
يَا عِيدُ بِتُّ رَهِينَ الْبَيْتِ مُحْتَبَساً
حَتَّى زِيَارَةُ آبَائِي بِها وَجَلُ
مَرَّتْ عَلَى بَلَدِي يَا عِيدُ جَائِحَةٌ
قَدْ أَبْعَدَتْ كُلَّ مَنْ حَوْلِي وَمَنْ مَثَلُوا
لا قُرْبُهُمْ عَادَ مَيْسُوراً فَأَنْظُرُهُمْ
وَلا سَلَامٌ فَأَلْقَاهُمْ إذا وَصَلُوا
يَا عِيدُ مِنِّي لَهُمْ أَطْيَابُ مَمْلَكَتِي
وَوَجْنَتَيَّ بِأَيْدِيهِمْ لَهُمْ قُبَلُ
يا عِيدُ بَلِّغْ سَلَامَاتِي وَأَدْعِيَتِي
لِلرَّاحِلِينَ وَقَد ضَّمَّتْهُمُ الدُّوَلُ
————————–——
معاني الكلمات
………………
جائِحَة : كارثة انتشار وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العالم واصاب الملايين