هُم يأكلون
قالت ليَ الارضُ أينَ الماءُ والكَلأُ
كي تَحتسيهِ وَ تَروى عندهُ الرَشَأُ
وإنْ تَراءى على غُصنٍ بِطائِرِهِ
يرنو إلى الارضِ هل يأتي لهُ الكَمَأُ
غِريدُنا هُدهُدٌ يَحظى بِسَلَتِهِ
و تَستَفيقُ على ألحانهِ سَبَأُ
مِنْ كلِ ما كَتَبَ التأريخُ أسْطُرَهُ
سَيَطمَعُ الشِعرُ في ساحاتهِ قَرَأوا
وَجهُ البرايا اذا مَسَّتهُ داجيةٌ
تَناثَرَ القَلبُ والجَوعى لهُ التَجَأوا
يا سائرينَ على آلامِ أمَتِنا
أينَ المَفَرُ فَهَل للشرِ مُختَبَأُ
إلاكِ يا أرض ما نَبغي لِعِزَتِنا
أحلامُهُم و لَهيبُ الأَينِ تَنطَفِئُ
ما أحضرتنا مَلايينٌ إلى سَفَرٍ
سوى الدُموعِ ورِمشُ العَينِ يَمتَلِئُ
جادت إلينا لِتَحكي سِرَ نَخوَتِنا
وَساءَلتنا فهل يَصغي لها النَبَأُ
هُم يَأكُلونَ فُتاتاً حينَ تَرمُقُهم
لا يَرتَقونَ إلى أيامِنا خَسِئوا
قالوا و قُلنا فما رُدَت مَضارِبُنا
لكنهم من رَجيعِ السوءِ قَد نَشَأوا
ضياء محمود المجيد
أكاديمية رياض الشعر والأدب 