*حوار بين زياد الرحباني ووالدته السيدة ” فيروز *
-لماذا يازياد لم تعد تلحن كما كنتَ تفعل منذ سنين؟
-يا أمي لم تعد الناس تسمع بأذانها بل بعينيها
ماذا تقصد يا زياد؟
-أقصدُ عندما تكون المطربة الراقصة والراقصةالمطربة هيفاء وهبة هي الأولى في لبنان؛ وسارية السواس هي الأولى في سوريا وفيفي عبدو هي الأولى في مصر
فكيف سألّحن ولمَنْ ألحّنُ يا أمي ؟؟؟ !!!!
-يازياد لّحنْ لي كما لحّنتَ من قبل (سلملي عليه وبوسلي عينيه) فالذّواقة الفيروزيون مازالوا موجودين يا أمي؛
-سأحاول ولكنني أشعر أنني في هذا الزمن الأغبر قد نضبتْ ينابيعي التي كانت تروي مدامع العشاق والذين كانوا يحتسون صوتك مع قهوتهم صباحا على شرفاتهم العتيقة ؛ فالبن أصبح أغلى من الكافيار ..
-يا زياد لا تتشاءمْ أبدا ؛ فما زال القمر ينير الليالي ومازالتْ الشمسُ تدفىء الفقراء والناس الطيبين؛ ومازال البحر يمنح للصيادين السمك والفرحة والخير الوفير ؛ ومازالتْ أشجار الأرز والشوح والصنوبر تهبُ روائحها العطرة لكل الناس حتى الفقراء منهم؛
-يا أمي ويا سفيرتنا إلى النجوم أستمحيكِ عذرا فقد لا أستطيع ولكنني سأحاول؛
-يازياد صحيح أنّ كل فضائيات ومحطات لبنان تآمرتْ عليّ ولم تعد تسمح بإطلالتي وبأوامرَ مشددّةٍ من تجّار الأزمات ومن المافيات ومن الذين فجّروا مرفأ بيروت ومن الذين سرقوا خزينة الدولة وسرقوامعها أحلام الناس البسطاء في وضح النهار؛ بحجةأن أغنياتي تحرّض على حب الوطن؛ ولكنّ البركة والخير بمحطات وإذاعة دمشق التي مازالتْ على العهد وستبقى ؛ فصوتي ما يزال يسمعه أصدقائي السوريون كلْ صباح وبلا فنجان القهوة الذي صار حلما ؛ فصاروا يحتسون صوتي ممزوجا بذكرياتهم القديمة( مرحبا يا صباح) وعلى الرغم من طوابير الذل والقهر والتي تمتد لمسافات طويلة؛ فكل أغنياتي تصل إليهم وتنفذ لقلوبهم عبر شقوق الأبواب والنوافذ ومن خلال طوابير تلك السيارات التي تقف ساعات طويلة أملا ببضعة ليترات من البنزين؛ -هل تذكر يا زياد عندما غنيتُ لهم ومنذ زمان:
/ شأم أهلوك أحبابي وموعدنا
آواخر صيف آن الكرم يعتصر؟؟؟ !!! /
كماغنيتُ
/ والماسهرنا ببيروت منسهر بالشام/
سأبقى حبيبة السوريين وسيبقى صوتي يصل إليهم وسيسمعونني بالرغم من أزماتهم التي أرجو الله أن يفرّج عنهم ويعيد لهم مجدهم وألقهم ؛ فأنا ودمشق وبردى وجبل الشيخ ومعرض دمشق الدولي وصبايا وشباب كل المدارس والجامعات والمعاهد صداقة عمر لا تنتهي ولا تُنسى يا زياد.
كاتب الخاطرة : الأديب “”مازن توفيق زريق””
–