قصيدة مدحا لرسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم // بقلم الشاعر : د. احمد ابراهيم جاسم

لاخير في شعري ولا خير فينا
ان لم نكن لرسول الله نمدحُ

فكيف بلغة الضاد نلوكوها
ولا لاعداء الله ترانا نقدحُ

قصيدة مدحا لرسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم
وقدحا للخبيث الهندي مودي

ليتَ الغمامَ

وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ لِسانُهُ سَلِطٌ وَمَنْ
في قَلْبُهُ الكَريهُ لرسولِ اللهِ بُغضُ

مَا لنا نَكْتُمُ قَوافياً قَدْ تَأْتي أُكُلُها
وَتَدّعي حُبَّ رسولِ اللهِ فما الغَرَضُ

إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِحَضرَتِهِ
فَلَيْتَ نحنُ بِقَدْرِ هذا الحُبِّ نَعتَرِضُ

قد زُرْتُهُ وَجُمُوعُ المُسْلِمينَ حاضِرَةً
وَقد نَظَرْتُ إلَىٰ المَقامِ والقلبُ يَنبُضُ

بالشوقِ لأحْسَنِ خَلقِ الله كُلِّهُمُ
وَكانَ أحسنَ ما أَرجُوهُ هُناكَ الفَرضُ

فَوْتُ العَدُوِّ الذي طَهَرتَهُ ظَفَرٌ
في العٰلَمينَ أسَفٌ وفي طَيّهِ لَكَ بَغْضُ

قد نابَ عنكَ شَديدُ البَطشِ وَاصْطنعَ
لَكَ المَهابَةَ ما لا يُطيقَها المُغْرِضُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ قرأَ كِتابَنا
بأنَّ رسولَ اللهِ خَيرُ مَنْ لايَعْتَرِضُ

فَهوَ الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى خُلُقِهِ
والشاهِدُ الحاضِرُ هنا لا يُفترضُ

إِسماعَ كَلِماتهُ مَنْ كانَ بهِ صَمَمٌ
وهو الذي يُشفىٰ به من كان بهِ مَرَضُ

أنَامُ وجُفُوني مِلْؤها عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيتَباغَضُ

وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ صَمْتُنا
حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمٌ يَقْرُضُ

إذا رَأيْتَ الشعوبَ بقادَتِها صامتةً
فَلا تَظُنّنّ أنّ الشعوبَ عليك لاتعترضُ

أَلزَمتَ نَفسَكَ يا مودي شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَنْ لا تُواريكَ عَن غضبِ اللهِ أَرضُ

أكُلّمَا رُمْتَ غَرضاً فانْثَنَيتَ هَرَباً
فَتَصَرّفَتْ بِكَ الأَهواءُ طَلَباً لا عَرضُ

عَلَيْكَ بالإِختِباءِ في كلّ مُعْتَرَكٍ
وَعَلَيْكَ بِهِ عارٌ منه إذْ تغْتاضُ

أمَا تَرَى عاراً شَديداً صار يلفكُمُ
اجْتَمَعتْ عَلَيهِ الهُنْودُ منكمُ والبيضُ

يا أَقْبَحَ النّاسِ في وَصْفِ فِيكَ
فَفيكَ الحقدُ وَأنتَ الخسيسُ المُمتَعِضُ

أَكَدتْها مِنْكَ نَظَراتٍ كاذِبَةً أنْ
تحسَبَ الحَنظَلَةُ عسلاً إِذْ تَعِضُ

وَمَا انْتِفَاعُكَ الدّنْيَا بِنَاظِرِكَ إذا
اسْتَوَىٰ عِنْدَكَ الحبُ والبَغضُ

وقافِيَةٍ مقفاةٍ من فو صاحِبِها
أدرَكْتُهَا بمفرداتٍ لِجِلدِكَ تَقْرِضُ

تَراهُ في الجَمْعِ رَجُلٌ وَالفَمُ لسانُهُ
وَقَولُهُ هُراءُ كأنَهُ في تغوطه يَتَبَعَضُ

أَمُرْهَفٌ سِرْتَ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ
حتى ضُرِبْتَ بِمَوْجُ البَولِ حين يفيضُ

فالخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُهُ
والدنيا اجمالا لأَجلهِ لا تَبعيضُ

والحطيم وزمزم والبطحاءُ كُلُها
والحلُ والحرمُ وما لا يفيضُ

إذ كان في جَوفِ الأرضِ فقد خرج
بالصلاة عليه وان كنت عليه انتَ تعترضُ

صَحِبَهُ في الفَلَواتِ جبريلَ منفَرِداً حتى
تَعَجّبَتْ من نورِهِ السماواتُ والأَرضُ

يَا مَنْ لا يَعِزُّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُم
فمحمدٌ كُلَّ شيءٍ وهو عندنا لا يُبغَضُ

مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ
لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا مُفْتَرَضُ

إنْ كانَ سَرّكَ ما قلت حاسِداً
فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ مفترَضُ

بل صار بحرُ الدَمِ واجبٌ وقريبٌ
وستأتي حينها للسلم منا تقترضُ

وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةً فإنّ
المَعارِفَ في أهْلها ذِمَمُ تُفتَرَضُ

كم تَطْلُبُون لَرسولِ الله عَيْباً فيُعجِزُكمْ
وَيَكْرَهُ اللهُ ما تَأتُونَ وتفيضُ

عُيوبَكَ أيها الدبيبة الرعناءُ
فكفكف لسانك وعندنا الفيضُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفِهِ
فهو الثّرَيّا وانتَ من الثرىٰ البعضُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عِندَ الله صَواعِقُهُ
يُزيلُكُم إلى مَنْ عِنْدَهُ الرَمَضُ

أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ
لا تَسْتَقِلّ بها فنحن عندها سننتفضُ

لَإِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا
لَيَجعَلَنَّ لِمَنْ وَدّعْتُهُمْ على الشفاه عضُ

إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ يسمعوكَ سفهاً فنحن الذين نَعِضُ

شَرُّ البِلادِ مَكانكم لا اصَدقاء بِهِ
وَشَرُّ ما كسَبتَهُ منا لكَ البغظُ

بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ كلامكَ زِعْنِفَةٌ
تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ له تَفتَرِضُ

هَذا كلامُكَ إلاّ أنّهُ بَعْرَةُ فيك
قد ضُمّنَ الرجيعَةَ إلاّ أنّهُ مفتَرَضُ

د. أحمد ابراهيم جاسم

اكتب تعليقًا