مُعَلَّقَة أُسْطورَة الْمَطَر// بقلم الشاعر: أبوعلي الصُّبَيْح .

مُعَلَّقَة أُسْطورَة الْمَطَر أبوعلي الصُّبَيْح .

.
ساءلتُ عَنْهَا سيابهِ العطرِ
وَعَن نفائسهِ فِي ساعةِ المطرِ

وَعَن بويبَ وَمَا حَلَّ الزّمانُ بهِ
وَعَن مَدارِكَ تَحكي دورةُ القمرِ

فِي أمنياتِ شواطي النَّخلِ ساهرةٌ
تلكَ الضّفافُ عَلَى إيقونَةِ السَّحرِ

حدّثْ لغيلانَ أنغاماً وأُحجيَةً
فِيهَا مِنْ الوَجدِ مَا يَحْلُو عَلَى الوَتَرِ

إنِّي مَرَرْتُ عَلَى دارٍ يَضجُ بِهَا
موجُ القصيدِ وصوتُ الراحلِ النَّضرِ

حَتَّى ظننتُ بِأَن الشِّعرَ مُزدحِمٌ
وأنَّ صاحبَهُ يُلقيهِ فِي الأثَرِ

وَلَا أَرى فِي جدارِ البيتِ قافيةً
إلَّا مُعَلَّقَةً فِي تِلْكُمُ الجُدُرِ

وقلتُ فِي خلَدي مِن أينَ أبدَأُها
تلكَ المَرايا وَفِيهَا أجملُ الصِّورِ

دخلتُ بابَكَ مُشتاقاً لمَوسمِهِ
أَمَّا الخروجُ عَلَى كُرهٍ منَ السَّفرِ
جَفَتِ الغَواني لَذَّةَ الأَوْطارِ
وتَلَفَعَتْ في بُردَةِ الأَسحارِ

*
فأَتيتُها بَرداً أَصيحُ . . بجَمْرَةٍ
هلّا نَزَلتِ علَيَّ كالأمطارِ

*
أهلاً بدفئكِ ما حييتُ فإنَّني
بكِ أَحتَمي من لوعةِ الأَشعارِ

*
وبك من الوَجدِ المُحَرّقِ أَتقي
كي لا أروحَ بجَنَّتي للنّارِ

*
هوَ عِطرُكِ المَحمومُ يَخنُقُ وَردَتي
ويَكيدُها في ذَروَةِ الإِزهارِ

*
هوَ من شَفيفِ الرّوحِ أفضلُ مَوطئٍ
ومنَ البريّةِ ساكنٌ في الدّارِ

*
ردّي الجَوى عنّي وأنتِ عَليمَةٌ
ما يَطلبُ المَخمورُ في الإِسكارِ
أقولُ للصَحبِ مَا أَحلى منازلهُمْ
فِيهَا مِنْ المجدِ مَا يَعْلُو عَلَى مُضَرِ

خَطَّ الزَّمانُ عَلَيْهَا كلَّ رائِعَةٍ
ثُمّ استراحَ عَلَى أشعارِها الغُرَرِ

إنِّي مرَرتُ لأُحيي فيكَ ذاكرتي
أنْ لَا تموتَ مِن الإفراطِ فِي الكَدَرِ

فالشِّعرُ بعدكَ يَدعونا لِمُؤْنسةٍ
فِيهَا شَناشيلُكَ المُرقاةُ للسَّمَرِ

إنّي وهبتُكَ أَحْلاَمِي بِلَا عَدَدٍ
فرُدَّها بالمُنى محفوظةَ القَدَرِ .

اكتب تعليقًا