سَـئِمْتُ صُـرُوفَ الزَّمَانِ القَبِيحْ
تَــرُوحُ بِــرِيْـحٍ
وَ تَـأْتِـي بِـرِيـحْ
وَمَا بَـيْـنَ رِيْـحٍ
وَ رِيْـحٍ وَ رِيـحْ
تَبَارِيحُ شِعْرِي وَجِسْمِي الطَّرِيحْ
أُعَـــانِـدُ ضَـعْـفِـي أَمَــامَ الحَـياهْ
فَـأُلْـقَـى بَـعِـيـداً كَـطَــيرٍ جَـرِيحْ
وَأَنْـأَى بِـنَـفْـسِـي
أُرِيــدُ الـسَّـلَامْ
فَـمَا أَخْـطَـأَتْـنِي كَـأَنِّي المَـسِـيحْ
أَسِــيـرُ بِلَـيْـلٍ طَــــوِيـلٍ ثَـقِــيـلْ
وَآنَــسُ فَـجْــــراً قَـرِيـبـاً يَـلُـوحْ
وَحِينَ كُسِرْتُ عَدِمْتُ الصِّحَابْ
عَـدِمْـتُ الجَـلِيسَ وَ خِلّاً نَصُوحْ
كَـــأَنَّ الــقِــدَاحَ تُـشِــــيرُ إِلَـــيّ
وَكَـانَـتْ سِـهَـامِـي بِـأَنِّي الـذَّبِيحْ
أَنُـوحُ غَــرِيـباً بِهَــذَا الطَّــرِيـقْ
وَكُـلُّ غَــرِيـبٍ كَـمِـثْـلِـي يَـنُـوحْ
أَبُـوحُ بِـحُـــزْنٍ عَـمِـيـقٍ دَفِــيـنْ
وَمَـنْ أَثْـخَـنَـتْـهُ الجِــرَاحُ يَـبُوحْ
أُقَـاوِمُ وَحْـدِي عُصُـوفَ الرِّيَاحْ
وَحِــيْـنَ أَقُــــومُ أَعُـــودُ أَطِـيـحْ
أَرُومُ لِـمَـجْـــدٍ بِـغَــيـرِ سِـــلَاحْ
وَزَادِي قَـلِـيلٌ
وَخَــيْـلِي جَـمُـوحْ
بِرَغْـمِي أَسِـيرُ كَـسِـيرَ الجِـنَاحْ
مُـرَامِي بَـعِــيدٌ
وَحَـظِّي شَحِـيحْ
رَأَيْـتُ الحَـــيَـاةَ بِـعَــيْنِ الخَبِيرْ
فَمَاتَ ضَمِيرِي
وَمَـاتَ الطُّمُوحْ
رَأَيْـتُ العَـــدُوَّ بِثَوْبِ الصَّـدِيقْ
فَـلَـمَّا تَبَدَّى عَـرَفْــتُ الصَّـحِـيحْ
سَئِمْتُ هُـبُـوبَ رِيَـاحِ السَّـمُومْ
سَئِمْتُ الأَفَاعِـي
سَئِمْتُ الفَحِـيحْ
سَئِمْتُ النِّـفَـاقَ
سَئِمْتُ الخِلَافْ
سَئِمْتُ الهِـجَـاءَ
سَئِمْتُ المَــدِيحْ
هَـــوَاءٌ يَـهُــبُّ بِـكُــلِّ اتِّـجَـــاهْ
وَرِيْـحٌ تُــدَافِــعُ رِيْـحـــاً بِـرِيـحْ
فَـهَـذَا تَـرَاهُ يُـحِـبُّ الغُـمُـوضْ
وَ ذَاكَ تَـرَاهُ يُـحِــبُّ الـوُضُـوحْ
وَهَــذَا يُـحِـبُّ لُـحُــونَ العَـوَامّ
وَ ذَاكَ يُـحِـبُّ الكَــلَامَ الفَـصِـيحْ
وَهَذَا كَــذُوبٌ
وَ ذَاكَ صَــدُوقْ
وَهَــذَا كَـتُــومٌ
وَ ذَاكَ صَــرِيـحْ
وَآخَــرُ يَـبْـغِي مَـكَـاناً ضَـئِـيلْ
وَ ذَلِكَ يَـبْـغِـي مَـكَــانـاً فَـسِــيحْ
وَعَـاشِـرُ يَبْغِي اخْتِصَاراً شَدِيدْ
وَآخَـــرُ غَـيْـرُهُ يَـبْـغِـي الشُّـرُوحْ
وَ ذَاكَ كَـسُـولٌ
وَهَــذَا نَـشِـيـطْ
وَهَــذَا خَـجُــولٌ
وَ ذَاكَ لَـحُـــوحْ
وَهَـــذَا قَــرِيـبٌ
وَ ذَاكَ بَـعِــيـدْ
وَهَـــــذَا يَـجِـــيءُ
وَ ذَاكَ يَـرُوحْ
وَكُــلٌّ يُـنَـادِي بِـأَنِّـي مُـصِـيـبْ
وَمَــا مِـنْ صَـدِيـقٍ لِـهَـمِّي يُـزِيحْ
عَـجِـبْـتُ تَـنَـكُّــرَ هَـــذَا وَ ذَاكْ
فَـكُـلٌّ لِـبُـؤْسِـي بِـكِشْـحٍ يُـشِــيـحْ
عَلَى أَنَّـنِي مُــذْ عَـرَفْـتُ الحَيَاهْ
صَــدِيـقٌ صَــدُوقٌ وَفِـيٌّ مَـلِـيـحْ
تَـنَـتَّـفَ رِيْشِـي زَمَــانَ الـرَّبِيعْ
وَ وَلَّى شَـبَـابِي وَوَجْهِي الصَّبِيحْ
وَصِـرْتُ أَهِـيـمُ بِـكُـلِّ الدُّرُوبْ
تَـشَـوَّطَ عَــزْمِي وَ رِيْـحِي تَفُوحْ
غَصَصْتُ بِرِيقِي لِغَدْرِ الحَبِيبْ
وَجَـفْـوِ الصَّـدِيقِ
فَـرُحْتُ أَصِيحْ
دُمِـيْـتُ وَأَثْـخَــنَ فِـيَّ العُــــدَاهْ
وَغَارَتْ جِرَاحِي وَعَادَتْ قُرُوحْ
تَـمَـنَّـيْـتُ قَـــبْـراً إِلَـيـهِ أَصِــيرْ
وَمَـا مِـنْ فَـتَـىً قَـدْ تَمَنَّى ضَرِيحْ
شعر الطبيب الأديب/ يوسف صافي الجيل