عاشق
لفاتنة تسمى طنجة
هي الفردوس الموجود الذي يظل على الفردوس المفقود الأندلس حبها يسري في فمي و يجري في دمي
عروس حباها الله بجمال ساحر و آسر وجهها الملائكي يسر الناظرين سبحان من سواها بهذا الحسن الفائق والرائق
في رباها تولد الأساطير و تنبعث كطائر الفنيق لتبوح لهرقل بسر حبها المكنون
يميل البوغاز و في إعجاز عليها بلونه الأزرق و يهدي النرجس و البنفسج و الياسمين لكل محب و عاشق لها
تستقبل على مسرحها الكبير كل زائر و كل ناثر للحب بحفاوة كبيرة منقطعة النظير و بطابعها الرومانسي الحالم والشاعري تلهم كل ناظر إليها و كل مسلم عليها دائما تعبق برائحة الوجود الزكية و مفعم محياها بالحياة و جميل و مزركشة يدها النعماء بالحناء و في كل يوم تقيم الأعراس لأنها طيبة الأنفاس و لها إحساس عال جدا بالحياة و على جيدها الألماس و يعشقها جل الناس
تعطي الأمان لكل وافد عليها والحنان و تمده بأسباب الرزق و الحياة هي طوق النجاة لكل باحث عن كل شيء يجدي و يفيد و يغني و يسمن من جوع
و فوق الماء تتنفس عشقا إنها هبة الله للمغرب
عريقة و لا تخفي شمس الحقيقة وحدها في هذا العالم الخرافي من تتمتع بطابع دولي فعلى أرضها تجتمع العصور و تبنث الزهور
و كل المذاهب و المشارب و كل الأوطان والأديان و كل الأجناس والألوان و الأعراق والأذواق تختصر معناها و مبناها هنا و تبحث عن مغزاها أيضا و منها تذهب و إليها تعود تحيط الأجانب من كل جانب و تبقى وفية لأبناء جلدتها أيامها كلها ربيع تحمل في قلبها النابض بالحياة كل معاني الطفولة و البراءة والوداعة تعيش في طمأنينة و سكينة هذه المدينة
إنها قطعة من الجنة و على هذه الأرض الخضراء يستحق المغاربة الحياة هي ملتقى التعارف بين أهل الإسلام واليهود والنصارى و غيرهم و أرض التعايش والتسامح و فيها يتساوى الجميع بطابعها الأندلسي و الموريسكي تفتن الدهر وأهله و هي مزيج بين ما أبدعه الإنسان العربي و شريكه في الوطن الإنسان الأمازيغي هي نقطة جدب في إفريقيا تغري أروبا نحوها والمشرق أيضا و بلاد العام سام والعالم الجديد هي التي نجت من الطوفان و هي التي خلدت اسمها في سجل التاريخ لا يوجد لها المثيل و لا الشريك ولا النظير
و هي ربة الحسن والدلال و كل الآلهة من الزمن القديم تطلب يدها و تخطب ودها و كل شهر من شهور سنتها عسل و تعطي أجمل القبل و الوصال لمن يبادلها حبا بحب
هي جنة على شواطئها ترقص الحوريات و تشدو الحسناوات و تغني الحياة
و يحق لي كشاعر و كاتب التباهي والافتخار بها فهي ملهمتي و معلمتي و فيها أحب أن أحيا و اموت
طنجيس لا يغويها إبليس تقبل بالنظام و ترفض الفوضى
تحظى بعناية المليك المفدى الخاصة و تحظى بحب العامة و الشعب المغربي الأصيل كله و تحظى بمحبة العالم أجمع
هي ملتقى البحرين والبرين و في مهدها تنام الشمس و تغرب و في حضنها يطلع البدر المنير و عن حبه دائما لها يعرب و فيها يطرب على قمتها العلياء ترفع الراية الحمراء و نجمتها الخضراء تعشق بتصوف لا بتطرف عرشها العلوي في بعدها العدوي
هي عشقي الأول و حبي الأخير ولي ذكريات جميلة بها لا تنسى و أذكرها دائما بقلبي تركت كأسا بها و غانية رحلت ثم عدت من جديد إليها متوجا و مظفرا بالنصر و مكللا بتاجه و إكليله
و أجمل اللحظات بطنحة و أحلاها فما أعلاها على قلبي
تركت قريتي خميس الساحل كأنها مقبرة جماعية و جحيم لا يطاق و جئت إلى نعيم لا يبلى ولا ينكسر
أنتظر بشوق كبير قيامة حبي و بعثي و عودة الروح بعد غياب طويل و عودة الوعي لهذا العقل الصغير الذي أحمله كشاعر كبير
و بفضل الإله القدير سرت أخطو بسرعة و بخطوات ثابتة نحو المعالي و الشهرة و صار أكيدا أنه ستكون لي مكانة مرموقة فيها هي محطة عبوري للأفضل و الأجمل
و فيها أستطيع نظم أحلى القصائد و كتابة أجمل النصوص والمقالات لما توفر لي من مناخ معتدل و جو بديع
و أقول في ختام كلامي و ختامه مسك شكرا لطنجة و أهلها الكرام والعظام و شكرا لكل من عرفني و عرفته من خلالها و عبرها و شكرا لأصدقائي بها و أهل الجود والكرم و الإحسان والعرفان
سأبقى وفيا لطنجة ما حييت وما استطعت و سأبقى محبا لها و عاشقا للأبد
بقلم الشاعر حامد الشاعر