بينما كنتُ تراباً
تذكّرْتُ..
كيفَ – ولأوّلِ مرّةٍ-شَعرْتُ بالنّشوةِ الطّاغيةِ.
حينَ أقنعتْني فراشةٌ،أنّها أكبرُ، وأعلىٰ من الجبل..
وأعمقُ منَ الوادي.
وأنَّ سواحلَها أطولُ من سواحلِ المحيطِ الأطلسيّ.
وتستطيعُ أنْ تعالجَني.
وتخلِّصَني من كلِّ عينٍ..
شرطَ أنْ، أظلَّ مغمضَ العينين
والأذنين،والفم.. إلاَّ عندَ الضّرورةِ القصوىٰ..
وتحتَ إشرافِها.
كانَ لابُدَّ أنْ أكونَ رشيقاً..
حتَّىٰ تَسْتَأنسَ السُّهولُ.
بمائي، وأنفاسي.
وبما أنَّني مازلْتُ حيّاً، حتّىٰ الآن.!
سأقيمُ احتفالاً علىٰ غصنِ شجرةٍ.
وألتفُّ بأوراقِها الَّتي اغتسلتْ اليومَ.
سيكونُ مِنَ الصَّعبِ، مجيءُ المدعوّينَ.
لأنَّ الغيومَ ترخي العنانَ لعينيها.
رغمَ أنّ الأرضَ أكثرَ جاذبيّةٍ.
مِنْ أيّ وقتٍ مضىٰ.
الحكايةُ هي.. أنْ لاهناكَ ولا هنالكَ
وكلُّ ماكتبوهُ، أوُ قالوهُ، دونَ بدايةٍ..
وكلُّ هذهِ الدّروبِ ،لها نكهةٌ يمنيّةٌ صعبةٌ.!
هلْْ قلْتَ إنَّ السِّحرَ يسكنُها.!؟
مافيها فينا مِنْ أقدامٍ، وقوافل.
وتوابل، وحرائر، وخمائر، وسذاجةٍ حدَّ الذّهولِ..
هلْ قلْتَ قفْ..كي نعدّدَ ذرّاتِها!؟
لا بلْ دَعْنا نقلّدْ البرقَ، ونرحلْ في الكرىٰ.
أرىٰ الشّجرَ يتفكّهُ.
لقدْ تخلّصَ القلمُ من العدمِ.
وفيهِ من الوعولِ ما يُغَطِّي البيد.
هلْ طالَ الطريقُ ؟
يبدو أنّ مهاةً ما..
علىٰ وشكِ أنْ تكونَ النّونَ..
علىٰ عرشِ الصحراءِ.
*عدنان يحيى الحلقي.