خَرَجَ ثَعْلَبٌ مَعَ فَرْخِهِ إِلَى الصَّيْدِ ، فَصَادَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دَجَاجَةً سَمِينَةً وَأَكَلَهَا ، فَغَفَا الثَّعْلَبُ غَفْوَةً يَسِيرَةً ، ثُمَّ قَامَ فَوَجَدَ الهِجْرِسَ الصَّغِيرَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ ، وَقَدِ اسْتَرْخَتْ قَوَائِمُهُ ، فَخَافَ عَلَيهِ وَ ظَنَّهُ قَدْ مَاتَ ، فَرَكَضَ إِلَيهِ ، فَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْهُ فَتَحَ الهِجْرِسُ إِحْدَى عَيْنَيهِ ، وَأَوْمَأَ لِأَبِيْهِ أَنِ اسْكُتْ ، وَأَشَارَ إِلَى صَقْرٍ يَحُومُ فَوْقَهُ فِي السَّمَاءِ ، فَعَرَفَ أَبُوهُ أَنَّهُ يَمْكُرُ بِالصَّقْرِ يُرِيدُ أَنْ يَصْطَادَهُ ، فَزَعَقَ عَلَيهِ: قُمْ قَبَّحَكَ اللهُ أَكَلْتَ دَجَاجَةً فَطَمِعْتَ فِي الصَّقْرِ .
تأليف د/يوسف صافي الجيل