يقولُ الّذي عاشَ بحراً// بقلم الشاعر : عدنان يحيى الحلقي

يقولُ الّذي عاشَ بحراً


قرأتُ كثيراً، ولكنّني مافتحْتُ كتاباً.
وما رحتُ، أو جئتُ إلّا لأدخلَ..
باباً، فباباً.
سقىٰ اللّهُ أيامَ كانَ الثّرىٰ مطمئنّاً،وكانَ التّرابُ شباباً
وكانَ الطّريقُ إلىٰ النّبعِ غضّاً.
وكانَ الضّبابُ حجاباً.
ويكفيكَ أنّ السماء تلامسُ أهدابَ عينيكَ.
تقرؤها نسمةً نسمةً، وتبادلُكَ الحرف، والهمساتِ النّديّة.
تأخذُ كلّ خطاياكَ ..تعطيكَ أجنحةً، كي تطيرَ..
علىٰ عينِ داكنةٍ تتبرّج..
يكفيكَ أنّ السّحاب يعلّمكَ الصّفحَ والطّهرَ..
تسألُ:ماسرّ تلكَ العلاقاتِ بين الكواكبِ والشمسِ.
أو بينَ ذاكَ النّباتِ وتلكَ الفراشة.
أوْ بينَ قلبكَ والأرضِ.
أوْ بينْ غصنٍ وطيرٍ ..وتسألُ حتّىٰ..
تنامَ، وانتَ تحاولُ أنْ تتلقّىٰ جواباً..
يقولُ الذي ماتَ.. صبراً.
تكلّمْ،وإيّاك أنْ تتألّمَ.
لا..بلْ تألّمْ.
وإيّاكَ أنْْ تتكلّمَ..
أفنيْتَ عمرَكَ مابينَ هٰذا وذٰلكَ
حتّىٰ هلكْتَ اضْطراباً..


*عدنان يحيى الحلقي

اكتب تعليقًا