( المَدينةُ الفَاضِلة )
——————–
مَدينةٌ من عَبقِ التَاريخِ
كانَ لَهَا مجدٌ وصَوْلَجَانْ
صَولاتٌ وجَولاتٌ .. نارٌ ومَاء
فَخارُ عِزةٍ وشُموخْ
أسْيادُ العَالمْ
كنَّا
أمَّة ..نعبد الله..
اخترعنا الحرف..
والألوان..
حكمنا بالعدل..
سَجَّلَ التاريخُ يوماً لنا..
لكن ذهبَ الأشراف..
ضَاعَ الحَق
واستَوطنَ الأغرابُ
وعَّمَ الاستِبدَادْ
في بلادنا
وَغَدَتْ مَدينتي حَظِيرةً ..
والكلُ أعلنَ الجُنونْ
فاستَلوا سُيوفُهم الجَربَاءْ
سَادَ الحُزنُ في شَوارعِ المدينة
وتَحَطَّمَ الرَصيفْ
والطاغُوتُ ….
يَرعَى شُؤونَ المَوتْ
والنُجُومُ تَبْكي
كانَ الليلُ شَاحِباً
يَلمَ جِراحَ الوَقتْ
الحُزنُ يَنْخَرُ في جُدْرَانِ المدينة
لا أضواءَ لا أشْجَارَ ..
وأشبَاحٌ تَسيرُ في الطُرُقَاتِ
وجُوهُ البُؤسِ تَصْرخْ
والوَجع اسْتَحْكَم النُفُوسْ
لِيَعْبرَ ذَاكِرةِ الحَيَاةْ
بِرِدَاءِ الوَهْمْ
خَلفَ ضَياعِ الوَقتْ
مَحْشُورَاً فِي كَثَافَةِ الوُجُودْ
2_
يَتَمَاوَجِ المَعْنَى
في جَوْفِ الْكَلِمَةِ
تَرْتَعِشُ الرُوحُ عَلى نَافِذةِ عِطْرٍ
يَرْتَدِي الوَقتَ جَسَدَ الفَضاءْ
يَتَوَقَفُ الزَمَان عَنْ النِدَاءْ
تَتَعَرَى الرِيحُ عَلى صَدرِ المَوتْ
تَنْدَّاحُ الغُرْبَة عَلى ضِفَافِ وَطَنٍ
يَسْتَريحُ الصَمتَ
في ضَمِيرِ العَالَمْ ..
ونُلَمْلِمُ دَهشَة
الجُنُونِ في فَوْضَى العُقُولْ
فمتى نعود؟؟
18/3/2017
املي القضماني
مجدل شمس/ الجولان
بقلمي