خاطرة ُ الصباح : 22/04/2022 : 21 رمضان .
قبسات ٌ من نورٍ(نسَائِم ُ رمضان العطرةُ):” رمضان شهرُ النصر والظَفَر”: بقلم ِ: حسين نصر الدين .
في ذكرى نصر10رمضان6 أكتوبر: كلمة ٌ ختامية ٌعن نصر أكتوبر المجيد:من جعبةِ الذاكرة(مقال إضافي1):
عاصرتُ أيام حربِ أكتوبر وعايشتُها بنفسي ، كما أرويها من ذاكرتي ، أبطال حرب أكتوبر ونماذج لبطولاتهم : واليوم ُ أروي لكم من خلال ذاكرتِي عن :
قصة ُ أسر الكولونيل عسَّاف ياجوري أشهر أسير إسرائيلي في حرب الاستنزاف بيْننا وبين العدو الإسرائيلي: والبطل الذي قام بأسره النقيب يسري عمارة قائد الكتيبة التي قامت بأسره ، تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة من أبرز من أبطال حرب أكتوبر البواسل الذين أبلوْا بلاءً حسناً وهذا تاريخهم وتاريخنا المُشرِّف (1 من 3) :
أحداث وإنجازات المعركة :
العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مُشاة بالجيش الثاني الميْداني التي قامت كتيبة منها بقيادة(النقيب يسري عمارة ، والذي لٌقِبَ بصائِدِ الأسرى) بأسرالعقيد (كولونيل مدفعية إسرائيلي) عساف ياجورى .
ففى يوم8أكتوبر1973 قام العميد حسن أبو سعدة بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء190مدرع دبابات للعدوالإسرائيلى(مكون من ما بين 75 حتى 100 دبابة) وتدمير كافة دباباته وكان عدده ما تم تدميره للواء ياجوري على أقلِ تقدير ٍ27 دبابة ، وتم اغتنام ال 8 الباقية سليمة ، كما حكى رقيب أول مدفعية مُشاة ميكا (المُلقب بصائد الدبابات محمد عبد العاطي) وكان زميلاً لنا مُنتسباً بكلية تجارة عين شمس 1973، فرع الزقازيق وتكلمتُ عنه في منشور ٍسابق ٍ،وتم أسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجوى وهذا ما أرخَه العسكريون أنفسهم :
يتحدث عن ذلك الخبير والمؤرخ العسكري والاستراتيجي اللواء السابق /جمال حماد وهو من ضباط ثورة يوليو 1952 الأحرار، ويقول من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية(كان قرار قائد الفرقة الثانية مُشاة العميد حسن أبو سعدة ، يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الأمامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومترمن القناة ، وكان هذا القرارُقرارا ًخطيراً وتحمله على مسئوليته الشخصية ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلةً وناجحة ً بكل المقاييس ِ وبمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتال انطلقت عليهم النيران من كافة الأسلحة بأوامر من القائد مما أحال أرض القتال إلى كوة ٍ مُلتهبة وكأنها من الجحيم ، وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على الباقي سليماً كما تم أسرالعقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من (لواء نيتكا 190 مدرع ) .
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 (اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع فى النجاح فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتال والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقتٍ واحدٍ تنفيذاً لخطة حسن أبو سعدة وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المُضادة للدبابات والمدفعية ، كانت الدبابات الإسرائيلية المُتقدمة باندفاع ٍشديدٍ تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أُصيبتْ ودُمرتْ له مٌعظمها خلال معركة دامتْ نصف ساعة فقطْ فى أرض القتال وتم اغتنام الباقي بعد أسرِأو قتلِ قادتهم . ولم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها سريعاً فى الأسر برجال الفرقة الثانية وظلتْ هذه الدبابة المُدمرة فى أرض المعركة تسجيلاً لها يشاهدها الجميع بعد الحرب. ، وأسره بنفسِه النقيب يسري عمارة وحينما فتشَّ جيب سُترته وعرف برتبته العسكرية فرح وزها فرحاً وزهواً شديديْن وسلمه لقائد الفرقة العميد حسن أبو سعدة الذي كان معه رئيسا ً للعملية البطولية وصاحبِ تنفيذ الخُطة العسكرية .
ويقول الفريق أول محمد عبد الغني الجمسي في مُذكراتِه : لقد شعرت بالارتياح عندما أُبلِغْنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة ، اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثاً قصيراً امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ ، وقد أسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو) .
وعنه يقول الرئيس الراحل أنور السادات(إن الذى قام بهذا العمل قائد من البراعم الجديدة اسمه حسن أبو سعدة) من كتابه البحث عن الذات .
وعن واقعة العقيد الاسرائيلى عساف ياجورى، قال محمد عبد العاطي رقيب اول صائد الدبابات أنه دمر دبابته ضمن الاسطول الاسرائيلي لكن لم يكن يعرف أنها دبابته لا سيما وأنها كانت مميزة عن غيرها من الدبابات للواءِ 190 للعدو ، وأسره ياجورى النقيب يسرى عمارة ، مُشيراً إلى أنه عندما عاد إلى منطقة التمركز إذ به يجدُ اثنين يصطحبانه إلى مكتب العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة ، حيث وجد عنده شخصاً مُكبَّلَ اليديْن يجلسُ على كرسى ويبدو عليه مظاهر الانكسار والأسر فاذا به العقيد عساف ياجورى حيث طلب الأخير فور أسره كوب ماء ورؤية الجندي الذي دمر دبابته فقام وأدى التحيةَ العسكريةَ له ، وقال أن عوامل نصر اكتوبر تمثلت في الإخلاص وصدق النية مع الله ثم بين القادة والجنود، خاصة وأن الضابط والجندى الذي ذاقا مرارة الهزيمة في نكسة 1967 هو نفسهما الذان انتصرا وعبرا وحطما ودمرَّا في ملحمة 1973. واختتم حديثه قائلاً: أن البعض يظن أن حرب أكتوبر هي يوم 6 أكتوبر فقط كما هو ثابت في وجدان الجميع، وإنما الحرب دامت 18 يوماً بدأت يوم 6 أكتوبر وحتى قرار وقف إطلاق النار الفعلي في يوم 24 اكتوبر ، وللحديثِ بقية ٌ إن ْ كان َ في العمرِ بقية .