سيادةُ العادات
شعر/ فؤاد زاديكى
مَهما زَعَمْنَا بأنّ الرّأيَ مُحْتَرَمٌ … حُرٌّ بِفِكرٍ فإنّا مانِعًا نَجِدُ
خُطَّتْ حُدودٌ فجاءتْ في صَرامتِها … فوقَ اقتِدارٍ وما مِنْ واقِعٍ أَحَدُ
يَقوَى عليها بِرَدٍّ أو مُواجهةٍ … مَنْعٌ شَديدٌ بِفَرْضٍ مِنها يُعْتَمَدُ
عندي شُعُورٌ بأنّ الخوفَ قَيَّدَنَا … ليس التِزامٌ بما الأفكارُ تَجْتَهِدُ
هذي خُطوطٌ سَعى الإنسانُ يرسمُها … صارَتْ كَعُرْفٍ ومَفْرُوضٍ لهُ عُمُدُ
ليستْ لَدينا قناعاتٌ بِمَنطِقِها … أمسَت كَعِبءٍ ولسْنَا عنهُ نَبْتَعِدُ
لو حادَ عنهُ بِيَومٍ بَعضُنا لَغَدَا … ضِمنَ اتِّهامٍ فصارَ العُرْفُ يَنْتَقِدُ
عاداتُ قومٍ مِنَ المَوروثِ واقِعُها … لا نَقْدِرُ النّأيَ عنْها ماءَها نَرِدُ
مِنْها تَباهٍ ويبدو كاذِبًا فَلِذا … قلتُ الحقيقةَ إنّ الرّأيَ يَرْتَعِدُ
مِمَّنْ أحاطُوا بِنَا مِنْ كُلِّ زاويةٍ … مِنْهُمْ نُعَانِي ومِمَّا رَفْضُهُمْ يَلِدُ
جَفَّتْ عُقُولٌ فَجافَتْ في تَوَجُّهِهَا … تَسْعَى تُخاصِمُ لا يُجْدِيْكَ مُجْتَهَدُ
هذي حقيقةُ أمرٍ باتَ يُرْعِبُنَا … لا نَجرؤُ الفِعلَ فالأحكامُ مُعْتَمَدُ
ظُلمٌ شديدٌ وإجحافٌ كَنازِلَةٍ … حَلَّتْ بِفِكرٍ تَرَى عاداتِهمْ عَبَدُوا.